موقف البلد

التيار البرتقالي على خطى الأزرق


 

رأى أحد المحللين السياسيين ان وحدة مسار ومصير جمعت التيارين البرتقالي والأزرق منذ التسوية الرئاسية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية لتشهد بدايات العهد تناغماً بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والنائب جبران باسيل الذي نجح في استمالة الحريري إلى علاقة أبعدته عن حلفائه في قوى ١٤ آذار تجاوزت السياسة إلى العلاقة الشخصية والتواصل المفتوح والدائم للإتفاق على المحاصصة وترتيب وقائع جلسات مجلس الوزراء بما يناسب الطرفين مع مراعاة مصالح الثنائي الشيعي.

هذا الإرتباط الوجودي بين الحريري وباسيل والذي أسقطته ثورة "١٧ تشرين" التي شكّلت ضربة للرجلين استوعبها الحريري باكراً وانسحب من الواجهة باستقالة حكومته مرغماً لا بطلاً ليبقى باسيل وحيداً نجم هتافات الثورة من دون أن يثنيه ذلك عن متابعة النمط نفسه في ممارسة ملتوية للسلطة رافضاً الإستسلام ومتوعداً الحريري بأنهما يكونان معاً داخل الحكومة أو خارجها متحدياً الرئاسة الثالثة متحداً مع رئيس الجمهورية في رفض عودة الحريري إلى الحكومة ومسجلاً انتصاراً عليه في منعه من تشكيل الحكومة.

سبح رئيس التيار الوطني الحر في بحر الثورة الهائج تضربه الأمواج البشرية وتطيح بنهره الجارف حتى الإنتخابات النيابية ليبلغ شاطئ الأمان منهكاً متكئاً على خشبة خلاص رماها له "ح ز ب الله"، فيما اختار شريكه السابق سعد الحريري الإنكفاء عن خوض الإنتخابات رافضاً الإعتراف بخطأ الخيارات السياسية التي اعتمدها في الغوص مع العهد وتياره وتغطية الفشل المتعدد الأوجه الذي واجهه معتمداً أسلوب التيار البرتقالي في رمي المسؤوليات على الآخرين.

وإن كان التيار الأزرق قد دفع الثمن باكراً ورفض الخضوع لامتحان الإنتخابات النيابية للحد من الخسائر، فالتيار البرتقالي الذي صمد بالتي هي أحسن، أصبح اليوم على مشارف الواقع المؤلم مع بدء العد العكسي لنهاية ولاية الرئيس عون، ومع تجاوز رحلته البحرية الشاقة وجد نفسه غارقاً في مستنقع رمال متحركة كلما حاول الخروج منها ازداد غرقاً فيما نواب التكتل النيابي الذي يرأسه منهم من قفز منه ومنهم من ينتظر إسدال ستارة العهد.