محليات

سقوط ترشيح معوض سيُجهض ترشيح فرنجية وباسيل


إنقضى الشهر الأول من الشغور الرئاسي، في جوٍ مقفل وملبّد بالتعقيدات والخلافات السياسية والأزمات والإنهيارات المتسارعة، فيما تستمر المشهدية في ساحة النجمة على حالها من فشل كل محاولات انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، وكأن "الهروب" من الإستحقاق بات حتمياً بانتظار بلورة الحلول أو التسوية الرئاسية. ويوصّف الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، فشل مجلس النواب و للمرة الثامنة في انتخاب رئيس الجمهورية، بأنه "مقصود" من الناحية العملية، في ضوء قناعة لدى جميع الكتل النيابية، بأنه حتى الآن، ثمة استحالة لانتخاب رئيس جديد.

وعن مصدر هذه الإستحالة، يقول المحلل حماده ل"ليبانون ديبايت"، أنه في الأساس، مرتبط بانتظار نضوج واقعٍ داخلي وإقليمي وخارجي، يؤدي إلى ملء هذا الشغور الرئاسي. ويوضح حماده، أنه "تقليدياً، فإن انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، هي انتخابات داخلية وخارجية، يتقاطع فيها العامل الداخلي والتوازنات الداخلية، مع العامل الخارجي الإقليمي والدولي، ومن ثمّ يُولد الإسم".

وعن أسباب الشغور في قصر بعبدا اليوم، يشير المحلل حماده، إلى أنه من العام 2016 إلى 2022، كان "حزب الله" هو "المتمكّن من قصر بعبدا ومن الموقع الرئاسي، ولكن الأمور تبدلت اليوم، وبالتالي لن يكون ممكناً للحزب أن يبقى ممسكاً بورقة رئاسة الجمهورية، وحده من دون شريك كما في عهد ميشال عون، لأن هذا الأمر لم يعد قائماً".

ومن هنا، يُضيف حماده، يأتي الحديث عن تسوية ولكنها "ليست تسوية شبيهة بتسوية العام 2016 ، حيث استطاع الحزب أن يفرض تسويته الخاصة، وأن يفرض الإسم الذي يريده وأن تكون هذه التسوية لصالحه دون سواه".

وفي الشكل، يلاحظ حماده، أنها كانت تسوية، إنما في العمق، كانت "عملية فرضٍ لمرشّح الحزب"، مؤكداً أن "الأمور مختلفة ولذلك يعمد حزب الله إلى استخدام سلاح الورقة البيضاء، وجزء من هذا السلاح يُستخدم لتأجيل المشكلة داخل صفوفه بين باسيل وفرنجية، وجزءٌ آخر، يوظّف لأنه غير قادر على إيصال رئيسٍ بنفس المواصفات كالعام 2016".

ويتوقع المحلل حماده، أن "تسقط الترشيحات، ويجب أن تسقط ترشيحات باسيل وفرنجية أو أي مرشّح من المرشحين المستترين لحزب الله، ومقابلها يسقط أيضاً المرشّح السيادي، للوصول إلى خلاصة بترشيح شخصية وانتخاب رئيس جمهورية، يكون جامعاً لكنه لن يكون رئيس جمهورية حزب الله".

ويلفت إلى أنه "يُحكى كثيراً أنه في النهاية حزب الله سيتمكّن من إسقاط مرشّح السيادة ميشال معوض ويمنعه من الوصول، وبالمقابل فإن سقوط ترشيح معوض يُجهض ترشيح باسيل وفرنجية، وقد يكون الحلّ ربما بوضع إسم قائد الجيش جوزف عون، وفق السيناريو المحتمل، وإن كان ما من شيءٍ مؤكد في الحياة السياسية اللبنانية".