أعرب أحد مشايخ بيروت عن قلقه بشأن المستقبل الذي يواجه الطائفة السنية في لبنان، في ظل الارتباك الذي يعتري الخيارات الوطنية للطائفة. ويُشير الشيخ في مجالسه إلى أن لقاء معراب، الذي تعرض لهجوم وتجاهله بعض قادة الطائفة السنية، كان يهدف إلى غايات جوهرية والسُنّة أوّل من طالب بها؛ لكن تجاهَل هؤلاء القادة الهدف الأساسي من اللقاء وركزوا على الأمور الثانوية أكثر من اللازم.
يتزايد هذا القلق في ظل المشهد الذي ظهر في عكار وانتشار السلاح بطريقة تُنافي خط الطائفة الوطني الذي التزمت به بعد اتفاق الطائف. لقد كان لقاء معراب يهدف إلى بناء الدولة والحفاظ على ما تبقى من المؤسسات الأمنية التي تضمن سلامة كافة فئات المجتمع، وهذا التوجه يُعد الخيار البديهي للبيئة السنيّة وموقعها الطبيعي.
من ناحية أخرى، تُعتبر مظاهر السلاح المنتشرة، التي بدأت تظهر بعد بدء المعارك من صيدا إلى بيروت وصولاً إلى عكار، استثناءات ولا تُمثّل الخط السنيّ المعتدل الذي لطالما اعتزت به الطائفة السنيّة في لبنان.
في نهاية حديثه، يتساءل الشيخ عن الخطوات البديلة التي ستتخذها الوجوه السياسية للطائفة؟ و إذا كانوا يرفضون لقاء معراب فما البديل؟ وهل يتجه السنّة في لبنان نحو نفس مسار "حزب الله" ومشروعه الإيراني، على الرغم من كل ما لحق بهم وبزعمائهم من ضرر ألحقه بهم هذا السلاح؟ ألم يكن من الأجدر بنا أن نضع لبنان أولًا كما كنا ننادي دائماً ونلاقي الأخوة في الوطن؟ يجب ألا ننجر إلى وهج السلاح الذي سيكون مصيره مُدمِّراً للطائفة والوطن، والتجارب التي مررنا بها هي أكبر دليل على ذلك.
اليوم، يمرّ الوطن بمرحلة مصيرية تتطلب توحيد الجهود مع من يشاركوننا القيم الوطنية لنصل إلى بر الأمان ونعيد بناء دولة للجميع من دون تفرقة، وإلا فإن الشراكة الوطنية ستكون في خطر.