ثمة سياسة يشتهر فيها الساسة العرب، على مر سنوات الصراع العربي الصهيوني، الا وهي سياسة الرفض والتسويف، وحين يأتي الضغط ويقبلون، يرفض العدو ويضع شروطاً جديدة، وتبدأ قصة المفاوضات من جديد، فهل يتعظ جماعة الثنائي “حزب الله وحركة امل” ويقبلان بما هو معروض اليوم، قبل ان تأتي ظروفاً أخرى وتتغير الشروط، وتزداد حدة الضغوط اكثر، ونخسر لبنان كما خسرنا فلسطين من ذي قبل.
هذا ما فعلته جماعة “الثنائي” من قبل، حين لم يبق مبعوث او موفد إلا ان اتى للبنان، وعرض مبادرات لوقف النار على الجبهة اللبنانية، إلا انه تواجه برفض حاسم وحازم من قبل الثنائي، والذي اصر على ربط جبهة لبنان بجبهة غزة، وبالتالي ضاعت فرصاً عديدة
هذا ما فعلته جماعة “الثنائي” من قبل، حين لم يبق مبعوث او موفد إلا ان اتى للبنان، وعرض مبادرات لوقف النار على الجبهة اللبنانية، إلا انه تواجه برفض حاسم وحازم من قبل الثنائي، والذي اصر على ربط جبهة لبنان بجبهة غزة، وبالتالي ضاعت فرصاً عديدة، وحين وافق الحزب وفوض الرئيس نبيه بري بإيصال الرد للأمريكيين، اُبلغ بنيامين نتنياهو، بإنه لم يعد يقبل بما كان معروضا سابقاً ، وهنا ضاعت الفرصة ودخل لبنان بحرب شاملة ذهب ضحيتها السيد حسن نصرالله نفسه، واصاب لبنان دماراً كبيراً ودفع ضريبة عالية من دم ابنائه ودمار واسع في مناطق كثيرة من الجنوب مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً للبقاع بكامل جغرافيته، وهنا بدأت جولة جديدة من المفاوضات والاتصالات، ويكثر الحديث عنها في هذه الايام.
تُرى هل يأخذ قياديو “الثنائي” هذه الاتصالات على محمل الجد، ام انهم سيعودون لسياسة المماطلة والتسويف، حتى تنقضي مرحلة الانتخابات الامريكية في الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل ، وبالتالي تذهب هذه المبادرات ادراج الرياح كسابقاتها،
او ان جماعة الثنائي سيلتقطون الفرصة، وينخرطون جدياً بمفاوضات موضوعية، توصلاً لإتفاق لوقف النار، ويُنهي سياسة الدمار والنار عن لبنان وشعبه ويوقف حمام الدم؟
هل يأخذ قياديو “الثنائي” هذه الاتصالات على محمل الجد، ام انهم سيعودون لسياسة المماطلة والتسويف، حتى تنقضي مرحلة الانتخابات الامريكية في الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل، وبالتالي تذهب هذه المبادرات ادراج الرياح كسابقاتها
إن ما يقبله العدو الصهيوني اليوم، قد لا يعود مقبولاً بعد الانتخابات الامريكية، خصوصاً في حال وصل الرئيس السابق دونالد ترامب، وبذلك تكون صورة السياسة الامريكية، تتغير من سيء الى اسوأ نحو الكيان الصهيوني، وبالتالي قد تكون مناسبة ليدفع لبنان اثماناً باهظة من دم ابنائه، ودماراً اقصى واكثر مما شهدناه.
لكن السؤال الموجه لقيادة “الثنائي”، هل سيتعظون ام انهم مستمرون في خططهم للمساهمة في تدمير لبنان وشعبه؟
حسين عطايا | جنوبية