أثبت غالبية اللبنانيين تمسكهم بالعيش المشترك، على الرغم من الاختلافات السياسية العميقة، وتغاضوا عن كل الجراح، فتعاضدوا لبلسمة معاناة النازحين، جراء حرب فرضت على لبنان من أقصاه الى أقصاه.
على الرغم من معاناة المواطنين أصلاً، من صعوبة الحصول الأمن الغذائي، نتيجة الأزمات التي عصفت بهم، هبت المبادرات، إن عبر الأفراد أو الجمعيات، لتأمين وجبات الطعام عبر مطابخ في مراكز الإيواء أو الحدائق أو داخل المنازل لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، الذين يختبرون أقسى أيامهم في الغربة داخل الوطن.
وفرت مطابخ المحبة فرصة تقاسم لقمة “هنية” في زمن سلب النازحين لحظة استمتاع حتى بتحضيرها وهم باتوا ينتظرون ما يتم توفيره لهم من وجبات غذائية باردة وساخنة أو “سندويش”
ما فرّقته السياسة جمعه طعام الحرب، ووفرت مطابخ المحبة فرصة تقاسم لقمة “هنية” في زمن سلب النازحين لحظة استمتاع حتى بتحضيرها، وهم باتوا ينتظرون ما يتم توفيره لهم من وجبات غذائية باردة وساخنة أو “سندويش” يساهم في اعدادها نساء ورجال، تعاونوا انطلاقا من مبدأ التكافل الاجتماعي، للمساعدة بما تيسر لتقديم حصص طعام لأؤلئك الموزعين في مراكز الإيواء، أو الحدائق والشوارع وحتى في البيوت، حيث سجل نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص.
يتحدى المتطوعون الظروف ويبذلون الجهود في تأدية مهمتهم، فيستلهمون القوة داخل المطابخ المفتوحة أو المغلقة، مرتكزين على أن التطوّع ركيزة للعطاء غير المحدود، فعملهم يأتي استكمال لتبرعات من ممولين اختاروا في هذا الظرف، أن يضخوا من اموالهم في سبيل مساعدة الناس في الوطن المكلوم.
أضحى لبنان مساحة للأمل والأمل بالتوازي، في عز حرب مدمرة كشرت عن أنيابها، وسلبت اللبنانيين أبسط حقوقهم
أضحى لبنان مساحة للأمل والأمل بالتوازي، في عز حرب مدمرة كشرت عن أنيابها، وسلبت اللبنانيين أبسط حقوقهم، فغدوا تائهين مشردين ينشدون بر الأمان والسلام، الذي يبدو انه الوصول اليه لن يكون بقريب.