مع بداية العام الدراسي، يقف الابن التلميذ على أبواب تجربة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. في هذه المرحلة، يحتاج التلميذ إلى من يزرع في قلبه الثقة بنفسه، ويشجعه على مواجهة الصعوبات، ويكون له مرجعًا دائمًا في الحب والرعاية. هنا يظهر دور الأم الذي لا يعوض، ودور المعلمة بطابعه الإنساني في تشكيل شخصية التلميذ.
الأم هي الحضن الدافئ الذي يحتضن كل خوف وقلق لدى ابنها التلميذ، وهي الصوت الذي يهمس دائمًا بكلمات التشجيع والدعم. من خلال رعايتها، يتعلم الابن أن الفشل ليس نهاية الطريق، وأن المثابرة والمحاولة هما مفتاح النجاح. الأم تعرف متى تصمت لتستمع، ومتى تتحدث لتوجّه، ومتى تشجّع لتقوّي عزيمة ابنها، لتمنحه شعورًا بالأمان والاطمئنان.
في المدرسة، يظهر دور المعلمة الإنساني في تعاطفها مع التلميذ، وفهم احتياجاته العاطفية والاجتماعية، وتشجيعه على التعبير عن نفسه بحرية. كما تتأكد من اكتشاف مواهبه الخاصة: فقد يكون الابن مقصرًا في الرياضة لكنه مبدع في الرسم، أو الكتابة، أو أي مجال آخر. دور المعلمة الإنساني هو اكتشاف هذه القدرات وتشجيع التلميذ على تطويرها، بما يعزز ثقته بنفسه ويشعره بالقيمة.
مع دخول التلميذ المدرسة، يتوقع أن يجد رعاية واهتمامًا حقيقيين من البيت والمدرسة معًا. يريد التشجيع، الفهم، والتقدير لمواهبه وقدراته، والدعم في مواجهة أي صعوبات يمر بها. يحتاج إلى المعاملة الإنسانية التي تعترف بقيمته وتمنحه الثقة ليتعلم ويبدع، بعيدًا عن المقارنات أو النقد الجارح.
عندما يجتمع دعم الأم مع رعاية المعلمة ودورها الإنساني، ينشأ الابن التلميذ في بيئة متوازنة تمنحه الثقة بالنفس، وتغرس فيه حب التعلم وحب الآخرين. التلميذ الذي يشعر بالحب والاحترام في البيت والمدرسة يصبح قادرًا على مواجهة الحياة بمسؤولية، ويستطيع تطوير مهاراته وقدراته بشكل صحي وسليم.
دعم الأم ودور المعلمة الإنساني ليسا مجرد رعاية أو تعليم، بل هما بناء شخصية الابن التلميذ المتكاملة. الأم تمنح الحب والدعم اليومي، والمعلمة توفر التعاطف والفرصة لاكتشاف المواهب، ليصبح التلميذ قادرًا على الطيران بثقة وحرية في سماء الحياة، مستعدًا لبداية العام الدراسي بروح مليئة بالتفاؤل والحماس.
المحامية جورجينا عسال | أخبار البلد
