من قبل أن ندخل الجامعة ترافقنا الهواجس ويُقلقنا المستقبل. تبدأ الحيرة باختيار الإختصاص الإنسب لنا. فهل نختار مثلا ما نحب ونطمح إلى أن نكون فيه، أم نختار ما يتناسب مع سوق العمل لضمان إيجاد فرصة عمل وبناء مستقبل أفضل؟
تنتهي سنوات التخصص ولا تنتهي الهواجس. تستهوينا ظاهرة سياسية من هنا وعمل إنساني تطوعي من هناك. يغرينا هذا الخطاب بنبرته العالية ودغدغته المشاعر، ويُقنعنا ذاك السلوك بديناميكيته من جهة وثباته على المبادئ من جهة ثانية. يشدنا الإنتماء إلى البقاء في وطننا حيث تربينا، ويشدنا السفر للإقامة والعمل في ظروف أفضل. هو صراع لا ينتهي بين الخيارات نحمله كطلاب من المدرسة حتى دخول معترك الحياة والإستقرار فيها حيث يرمينا القدر أو حيث قررنا أن نكون، وفي الحالين هناك مصاعب ومكاسب.
هناك جزء كبير من هذه الحيرة ربما هو مشترك بين كل شباب العالم على اختلاف ثقافاته وتقاليده ومستوياته الإجتماعية والمادية. لكن الأكيد أن للشباب اللبناني اليوم ميزة عن كل زملائه في كل أنحاء الأرض. نحن نشعر اليوم أن على أكتافنا تقع مسؤولية حماية الوطن وتغيير واقعه السياسي إلى ما يشبه أحلامنا ويلبي طموحاتنا. وعلى أكتافنا تقع مسؤولية مواجهة الصعوبات التي تحيط بنا وشق طريق المستقبل من دون وجود دولة عليها هي أن تؤمن فرص العمل وفرص النجاح وفرص الإنتاج للشباب المتخصص.
نحن اليوم ليس صحيحا أن همّنا السفر والعمل وكسب المال. فمن يهاجر منا لا يبقى في قلب الوطن لكن الوطن يبقى في قلبه. وهمنا الدائم إنقاذه من الهيمنة والفساد والتسلط وتفكك الدولة، وإعادة بنائه على أسس سليمة تضمن مناعته في وجه الطامعين كما تضمن مناعتنا في وجه بريق المغتربات.
وعلى هذا الأمل سنبقى نحن طلاب لبنان نعمل لأجله من الداخل ومن الخارج. سنبقى أوفياء لتضحيات العديد ممن سبقونا سواء من عانوا نكبات الإنهيار أو من تحملوا مشقات إعادة البناء بالعرق والدم. لن نرحل من وطن مقدّس ونتركه لغريب مدنّس، ولن نفرّط بتعب الآباء والأجداد ولا بمستقبل أولاد الأولاد. إيماننا بالغد كبير وبهذا الإيمان سنعمل ومن أجل لبنان سنناضل.
بول سمعان
إدارة تكنولوجيا المعلومات - كلية إدارة الأعمال
الجامعة اللبنانية الأميركية - جبيل
https://twitter.com/SemaanPaul