تحدث رئيس الجمهورية ميشال عون مساء أمس عن الوضع الذي وصل إليه البلد خصوصا في الفترة الأخيرة. وتحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظهر اليوم عن الأوضاع نفسها، في إيحاء من الرئيسين أنهما يتحملان مسؤولياتهما ويحملان هموم الناس والبلد ويتابعانها.
لكن في الحقيقة وبعد الكلمتين، لم يتطلب الأمر كبير جهد لنعرف نحن اللبنانيين أن كل ما قيل لم يكن في إطار تحمّل المسؤولية بل تقاذفها والتهرّب منها برميها على الآخرين. وتعقيبا على تلك المواقف لنا ملاحظتان:
- الأولى، أن رئيس الجمهورية لم يطرح حلولا للأزمات، بل شكا ما يشكو منه الناس، وسألهم عن الحلول بدل زفها إليهم. وبدوره لم يطرح رئيس الحكومة حلولا ولا حمل بشائر أمل بل شكوى مماثلة وإعادة التهم إلى مطلقيها. وبغض النظر عن سلامة نهج وسياسات حاكم البنك المركزي رياض سلامة من عدمها، إلا أن قول ميقاتي أن الضابط لا يتم تبديله أثناء الحرب، لم يكن موفقا.. لأن الهدف الإنتصار في الحرب بالضابط الناجح لا احترام البرتوكولات وخسارة الحرب.
- الثانية، أنه كان لافتا استخدام الرئيس عون عبارة "جيش وشعب ومقاومة"، وذلك لإرضاء حزب الله. واستخدام الرئيس ميقاتي تعبير أن "حزب الله هو حزب سياسي لبناني ولا سطوة لأي دولة خارجية على البلاد"، أيضا لإرضاء الحزب ومن خلفه إيران.
وتعليقا على ذلك لا بد من القول إن لا خلاص للبنان ما دام مسؤولوه يسلّمون بالأمر الواقع ويخشون الدويلة ويبررون لها ويهادنونها على حساب الدولة، ولا أمل بهؤلاء لقيادة لبنان إلى بر الأمان.. وعليه، يبقى التعويل والرهان علينا نحن المواطنين لرسم خط التغيير وحفر طرقه بالأصابع المصبوغة بالحبر والصوت الموسوم باستعادة المبادرة والقرار الحر.. واستطرادا الجمهورية...