محليات

لهذه الأسباب لبّى فرنجية الدعوة إلى بعبدا.. أما الحوار..!


مجرّد إقدام رئيس الجمهورية على دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى لقاء تشاوري تحضيرا لانعقاد طاولة الحوار الوطني كانت كفيلة بكسر الجليد بين الطرفين.. دعا الأول فلبّى الثاني وهو كان قال قبل خمس سنوات إنه يضع نفسه في تصرّف الرئيس ميشال عون بمجرد ان يتلقّى اتصالاً من القصر الجمهوري، إلا ان سيّد القصر لم يلاقِ فرنجيه يومها الى منتصف الطريق..

اليوم لم يردّ رئيس تيار المردة دعوة الرئيس فتوجّه الى القصر وشارك في اللقاء التشاوري الذي ضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان اللذين أكدا دعمهما المطلق لأي حوار في زمن الشدة والضيق التي تشهدها البلاد، في حين تمايز فرنجية في موقفه الداعم لحوار يريده حلفاؤه ويبدو شخصيا غير راض عنه، فاختار تأييده كي لا يخرج عن سرب حلفائه، ولكن من بعيد مع الموافقة المسبقة على كل المقررات.

في السياق، علم أن فرنجية لحظة قرر تلبية الدعوة الرئاسية الى اللقاء التشاوري أراد معرفة جدول أعمال طاولة الحوار وما إذا كان يختلف عن جدول أعمال جلسات مجلس الوزراء ويحاكي حقيقةً العناوين الكبرى الواجب طرحها على بساط البحث كي تكون طاولة حوار منتجة وإلا فلا لزوم لها، والأولى حينئذ ان تتركّز الجهود على أمور مجدية أكثر للناس التي ما عادت تعلّق على الأقوال والمواقف إنما تطالب بأفعال تلمس تداعياتها على الأرض في حياتها اليومية.

وتبعا للمعلومات، ان فرنجية كان على استعداد حقيقي للمشاركة في طاولة حوار وطنية تهدف الى إيجاد الحلول للقضايا الكبرى التي أوصلت لبنان الى ما حالة الانهيار التي هو فيها فهذا شيء آخر، غير أن أجواء المشاورات التي شهدتها بعبدا لم توحي له بأن الأمور تتّخذ هذا المنحى وربّما يكون الهدف من هذه الطاولة هو تقوية بعض المكوّنات لحسابات انتخابية وتعويم العهد في مكان ما في ىخر أيامه.

وهنا ذكرت مصادر مؤيّدة ومقرّبة من تيار المردة أنّ فرنجية يعتبر ان قوّة الرئيس تكمن في قدرته على جمع كل الأطراف حوله وهذا ما لم يسطع الرئيس عون القيام به، عازية السبب الى بعض المحيطين به الذين أضاعوا بوصلة عمل الرئيس. وأشارت المصادر الى ان فرنجية قال في ختام المشاورات ان علاقته بالرئيس عون جيدة ولا تشوبها شائبة ملمحاً الى مشكلة مع صهره جبران باسيل.

أما عن كواليس المشاورات الرئاسية، فوصف مصدر مطلع على المداولات اللقاء بين الرئيس عون وفرنجية بالصريح والجيد وقد أبدى رئيس الجمهورية تفهّمه لموقف رئيس تيار المردة طالما انه بقي في خانة التغيّب مع التأييد ولم يصل الى حدّ المقاطعة.

وبحسب المصدر أن الرئيس قام بتفنيد البنود التي يعتزم إدراجها على جدول اعمال طاولة الحوار حيث كان تشاور في الأفكار وتقدّم كل طرف برؤيته وشرح وجهة نظره تجاه الأوضاع الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد وسبل إعادة عجلة العمل الى الدورات في المؤسسات كافة واوّلها مجلس الوزراء كما مجلس النواب والسلطة القضائية.

خلال المداولات، أعرب النائب طلال أرسلان عن رأيه بوجوب البدء بتفعيل مجلس الوزراء، وبطبيعة الحال كان الموقف متكرّر في هذا المجال من قبل النائب محمد رعد الذي تحدث عن ملاحظات حول عمل الحكومة وعدم رضى حزب الله عنها.

عند هذا الحدّ انتهت الجولة الأولى من المشاورات الرئاسية التحضيرية لانعقاد طاولة حوار وطني والعين على الجولة الثانية يوم غد والتي يُنتظر ان يبني رئيس الجمهورية على أساسها موقفه النهائي ويحسم قراره إما بالسير بالحوار بمن حضر وإما بتأجيلها الى موعد لاحق ربّما يكون بعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وهو ما كان نادى به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

زينة عبود - الكلمة أونلاين