"إن كنا سنشارك في الإنتخابات النيابية، فسيكون ذلك من دون تحالفات سياسية".. هذا ما تقولهُ مصادر قيادية في "تيار المستقبل" لـ"لبنان24" بشأن توجهات "التيار" الإنتخابية خلال استحقاق عام 2026، لكن لا شيء محسوما حتى الآن طالما أن الرئيس سعد الحريري "لم يُعطِ الضوء الأخضر لخوض المعركة المُنتظرة".
ولكن، ماذا يعني خوض "التيار" للإنتخابات "مُنفرداً"؟ الإجابة على هذا السؤال تحملُ أبعاداً ورسائل أساسية أولها أن "التيار" سيكون بعيداً عن "حلفائه القدامى" في اللوائح الإنتخابية مثل "الحزب التقدمي الإشتراكي" و "القوات اللبنانية"، ما يعني أنه قد يشكل لوائحه الخاصة.
الرسالة الثانية التي تبرز أيضاً تفيد بأنَّ "التيار" سيخوض معركة ضمن البيئة الواحدة، أي في الوسط السني بشكل خاص، وهذا الأمر يعني ترشيح شخصيات لتتواجه إنتخابياً مع مرشحين آخرين "سنة" تطرحهم أطراف أخرى، وهذا الأمر يعني حصول كباشٍ سياسيّ وانتخابيّ مع "الحلفاء القدامى" ضمن الدوائر الإنتخابية التي ينشطُ فيها "التيار".
ولكن في المقابل، فإنّ هناك مشكلة أساسية تكمنُ في عملية تمويل الإنتخابات النيابية. وعليه، فإن المعركة التي قد تحصل، في حال أراد "المستقبل" خوضها، ستكون من خلال متمولين أساسيين قد يجري طرحهم فعلياً للإنتخابات النيابية لاسيما في بيروت، وتقول المعلومات إن "البوادر لهذا الأمر بدأت تظهر على أكثر من صعيد لاسيما على صعيد شخصيات بدأت تطرحُ نفسها للترشح".
وعليه، فإنه أمام كل هذه المشهدية، يقفُ "التيار" عند مفترق طرق، لكن السؤال الأساس يرتبطُ بما قد يعلنه الحريري من دون إستفزاز أي طرفٍ آخر. وفي حال لم يخض الحريري الإنتخابات، هل ستبقى الأطراف التي كانت في كنفهِ بعيدة عن الترشح؟ المعلومات تقولُ إن "هناك من يعدّ العدة للخروج من عباءة الحريري السياسية والترشح وخوض الإنتخابات مهما كان الثمن".
