قالت مصادر أمنية لبنانية، إن "أحداث صخرة الروشة" تحمل رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه توم باراك، بشأن سلاح حزب الله.
وذكرت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن الرسالة كان مفادها أن "التفاوض يجب أن يكون بتواصل مباشر مع حزب الله لا مع الحكومة، وأن غير ذلك لن يأتي بنتيجة بشأن مستقبل سلاحه في لبنان".
وأوضحت أن "الميليشيا اللبنانية نفّذت هذه الأحداث المنظمة بدقة وعلى أعلى مستوى قيادي داخل حزب الله، وليس عبر مستويات أدنى في السلم التنظيمي، بهدف إرسال رسالة إلى واشنطن تفيد بأن حزب الله فوق الدولة، وأن لا أمن في لبنان إلا بالتنسيق مع التنظيم".
وأفادت المصادر بأن "حزب الله عبر هذه الأحداث الاستفزازية وصل إلى حالة من الغرور داخل الأوساط اللبنانية، في ظل حرص الحكومة على تجنّب أي اقتتال أو توتر".
ساحة مواجهة
وتحولت صخرة الروشة في بيروت أخيرًا إلى ساحة مواجهة سياسية ورمزية، بعد كسر قرار رئيس الحكومة نواف سلام بمنع أي نشاط حزبي أو استعراضي في الموقع.
وأقدمت مجموعة من عناصر حزب الله على تحدّي القرار الرسمي، معلّقة صورًا للأمين العام السابق حسن نصر الله وبعض قيادات الميليشيا.
ووجّه رئيس الحكومة دعوته لوزرائه في السراي الحكومي لبحث تداعيات أحداث الروشة، بعد أن استدعى في اجتماعات منفصلة وزيري الداخلية والعدل للوقوف على الحيثيات القانونية للحادثة.
وجاء ذلك في وقت تحرّكت فيه النيابة العامة مع الأجهزة الأمنية لتحديد المخالفين في فعالية الروشة بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، وسط تشديد من نواف سلام على المعنيين بتطبيق القانون على المخالفين.
"الحلقة الأضعف"
ويرى الباحث السياسي اللبناني قاسم يوسف، أن "ما جرى من حزب الله يعكس حالة إفلاس سياسية وعسكرية بلغت موقفه وعلاقاته الداخلية والخارجية، إذ تقلّص سقف طموحاته ولم يعد قادرًا على مواجهة إسرائيل، ولم يعد أمامه سبيل لإظهار قوته إلا بالتصويب على نواف سلام باعتباره الحلقة الأضعف في المعادلة حسب اعتقاد قادة التنظيم".
وأضاف يوسف لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله يعمل على إظهار رئيس الحكومة، الذي دفع بقوة نحو قرار سحب السلاح، كعدو داخلي أمام الحاضنة الشعبية الشيعية، سعيًا إلى افتعال فتنة عبر القول لجمهوره إن رئيس الوزراء السني يحاول استهدافهم، في وقت كانت الميليشيا تُعرَف بأنها الوحيدة القادرة على مواجهة إسرائيل، قبل أن تتسبب المواجهات في تدمير لبنان وجنوبه".
ورأى أن "ذهاب حزب الله إلى استغلال صخرة الروشة — التي تُعد معلمًا تاريخيًا ومتواجدة في منطقة سنية — كان رسالة مقصودة؛ فعوضًا عن الترخيص لـ500 شخص حضر نحو 10 آلاف فرد، ليظهر انقلابًا على الدولة بإضاءة الصخرة بصورة حسن نصر الله وهاشم صفى الدين، في تحدّ واضح للدولة وكسر قرار الحكومة".
وبحسب يوسف؛ فإن "ما جرى هو مراهقة سياسية تهدّد مستقبل البلد؛ ويبدو أن الحزب فقد توازنه بعد اغتيال نصر الله؛ معتبرًا أن التنظيم قصد متعمّدًا توجيه رسالة سلبية للعالم بأنه لا يحترم الدستور أو القانون ويتصرف بمنطق 'الدويلة' والتطاول على الدولة".
ويعتقد أن "إسرائيل ستستغل ما جرى في الروشة لتقول للمجتمع الدولي إن حزب الله لا يحترم قرارات حكومته؛ وأنه لا بد من ضربة عسكرية لإرهاقه وإخضاعه".
وتوقع يوسف أن "تتحرّك تل أبيب في الفترة المقبلة بشن عملية عسكرية تجاه لبنان، بتغطية أمريكية مباشرة وبضوء أخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ مستهدفةً التنظيم وبيئته الحاضنة في البلاد".
