هل اعترض احد على الحشود المسيحية التي أمّت ساحة ساسين في الاشرفيه لإحياء ذكرى اغتيال الشيخ بشير الجميل والصلاة عن روحه وما واكبها من مراسم ورفع صورة جديدة له في الساحة المذكورة؟
هل اعترض أحد على تخصيص مساحة ضخمة إلى جانب جامع محمد الأمين، في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، لضريح الشهيد الرئيس رفيق الحريري تقصده الحشود والشخصيات، ويُعتمد لإقامة ذكرى سنوية على اغتياله مع ما يرافقها من تحركات شعبية ومواقف سياسية عالية النبرة؟
هل اعترض أحد على الحشود المهيبة وما ترفعه من صوّر وشعارات وخطابات في المختارة كمال جنبلاط، وزغرتا طوني فرنجيه، وطرابلس رشيد كرامي، وصيدا معروف سعد، وبعبدا داني شمعون، …؟
هل كان ليعترض أحد على إقامة ذكرى جماهيرية للسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفيّ الدين، ومهما رافقها من صوّر ومجسمات وخطابات، لو أقيمت في بعلبك أو النبطية بدلاً من الروشة؟
ليس الهدف من هذا القول تبرير السلاح غير الشرعي او مخالفة قرارات السلطة التي نجلّ ونحترم ويقتضي على كل مواطن الالتزام بها، بل هدف ذلك هو الإضاءة على واقع العصبيات المناطقية والمذهبية التي تتحكّم بنا.
ولنعترف أنه لا يوجد شهيد لكل لبنان، ولا مكان لأي شهيد خارج منطقته وطائفته، لا بل لا احترام لأي شهيد إلا في المناطق وبين المِلل المحسوبة عليه!
فلنعترف أن اختلافاتنا الثقافية تمزّق لبنان إلى مناطق ومذاهب تكره وتنبذ بعضها البعض وتضع لبنان على فوّهة بركان جاهز في أية لحظة للإنفجار.
فإلى متى سنبقى أسرى الإنكار والى متى سنحارب حتمية النظام الاتحادي الوحيد القادر على إنقاذ لبنان؟
المحامي فؤاد الأسمر | أخبار البلد
